إسمحوا لي أن أطلق عليه لقب العبقري " سابق عصره " ذلك الشخص الذي أفني عمره بين جنابات القلعة الحمراء راسماً وكاتباً تاريخاً مبهراً من الروعة والعبقرية يحاول الأقزام اليوم النيل منه , فدائماً وأبداً يتوجه إليَ أصدقائي بذلك السؤال المباشر " من هو عبده البقال ؟؟" .
ذلك الشخص الذي رحل عن عالمنا منذ سنوات بعيدة وعندما ذكر إسمه بدلاً من أن نكرمه أخذنا نلقي عليه بالإتهامات المسيئة دون أن نستوضح حقيقة تلك الأقاويل بل وحقيقة هذا الراحل العاشق للأهلي طوال سنوات حياته , فقد كان عبده البقال يقضي ساعات يومه باحثاً في شوارع القاهرة وحواريها عن منجم المواهب ليمد به الأهلي ، يتنقل في محافظات مصر ذهاباً وإياباً بين القرى والنجوع، بحثًا عن مواهب للفريق الذي يعشقه حالماً بتقديم شيئاً يليق ببيته .
ودعني عزيزي القارئ أقول لك صدق أو لا تصدق أن عبده البقال كان سابقاً لعصره بعشرات السنين فما كان يفكر فيه ويقوم به قبل نصف قرن ، أصبح اليوم دراسة ومهنة وعلم في كرة القدم، يحصل من يمارسها على آلاف ألاف الجنيهات.
لك أن تعرف عزيزي القارئ أن مكتشف الشيخ طه هو عبده البقال ومكتشف النفاثة ميمي الشربيني هو عبده البقال ومكتشف الكابتن علي زيوار هو عبده البقال ومكتشف العظيم ثابت البطل هو عبده البقال بل والعديد والعديد من المواهب والأساطير الحمراء التي كتبت تاريخاً لمصر وللقلعة الحمراء هي نتاج عمل وجهد الراحل عبده البقال .
وبقيامي بالبحث والتحري في تاريخ عبده البقال تفاجأت بالعديد من الأسرار , فهل تعرف يا صديقي أن أول لاعب يهز شباك نادي المختلط في بطولة الدوري العام موسم 48 كان إسمه أحمد مكاوي وهو من إكتشافات عبده البقال التي إستقدمها للقلعة الحمراء من حواري ونجوع أم الدنيا .
عبقرية " عبدالمنعم حسن " لم تتوقف عند النجوم السابق ذكرها بل شملت نجوماً كتب التاريخ أسمائهم بماء الذهب ونذكر منهم رفعت الفناجيلى ومختار مختار وربيع ياسين وعبدالعزيز عبدالشافي ومروان وأبوغيدة الفلسطينيان ومحمد عامر والخطيب ويكفي الإسم الأخير كي نصنع تمثالاً لمكتشف أعظم من أنجبت الملاعب المصرية والأفريقية أيضاً .
يروي لنا الناقد الرياضي وحارس مرمى الأهلي الأسبق، عصام عبدالمنعم، في أحد مقالاته في جريدة الأهرام، قصة انضمام ثابت البطل للأهلي: «في منتصف السبعينات أحضر لي المرحوم عبده البقال كشاف الأهلي، شابا يلعب في مركز حراسة المرمي من أبناء الحوامدية، لاختباره، كان وقتها دون العشرين عاما،وكانت موهبته واضحة وشخصيته الصلبة والشجاعة تكمل مقومات حارس المرمي الجيد، وقلت رأيي فيه للبقال، والذي أكمل اجراءات انضمامه للأهلي فورا.. ولم ينس الكشاف الأسطوري، ان ينقل للشاب الصعيدي ثابت البطل قولي عنه انه: فلاح لكن بعد الصنفرة سوف يصبح حارس مرمي الاهلي ومصر الاول لسنوات طويلة قادمة! وصدقت التوقعات وكان البطل احد رموز هذا المركز في مصر لسنوات امتدت حتي بلغ38 عاما في الملاعب».
والأن وبعد قرابة ال40 عام علي رحيل " عبدالمنعم حسن " أو عبده البقال كما إشتهر بين الجميع , أما أن الأوان لتكريم إسم ذلك الراحل العظيم , ليس بسبب ما قدمه للأهلي فقط بل لكل التاريخ المصري من نجوم صنعت إسم مصر ومجد الكرة المصرية , رحم الله عبده البقال رمزاً كبيراً يحاول المرتزقة وأعداء عظمة المارد الأحمر تشويهه بل وتشويه التاريخ .
شارك الموضوع
